الحجاب الشرعي | أنت بدون الحجاب أجمل..؟!
كفتاة محجبة، كبشر، تراودني أحيانا مشاعر حسرة ما لأنني لا أستطيع أن أرتدي ألبسة معينة كالتي ترتديها غير المحجبات، أشتهي أن أعيش شعور أن الهواء يلاعب شعري، أن أرتدي لباسا على مقاسي تماما، لا استطيع أن ألعب الرياضة في الخارج بالملابس الرياضية العادية المريحة للرياضي..
لكنها لا تلبث أن تختفي حين تذكرني نفسي* بأن ذلك المشهد خاطئ، نشاز عن قواعد توازن الحياة، لو فعلته لكنت أكثر من يشعر بعدم الارتياح.. وهل يعقل أن أضحي بشيء غال وفرض رباني من أجل "عدم الارتياح"؟ من أجل شيء سلبي! ثم لو كان عدم ارتداء الحجاب هو الأنسب لنفسياتنا كفتيات والأنسب للحياة والمجتمع لنهانا الله تعالى عن ارتداءه لأن غاية التشريع الرباني الارتقاءُ بالانسان والانسانية وليس قمع الانسان وتعذيبه.
أستحضر عندها أيضا لذة الصبر لأجل الدين، لذة الحرية الحقيقية إذ أنني أنا المتحكمة في قراري وليس ما أشتهيه، أنا سيدة اختياراتي وليست رياح الرغبات التي لا تستقر على رأي، أراني باتباعها كقشة خفيفة حيثما حركتها الرياح تحركت مستسلمة لا تملك من أمرها شيئا.. أشعر وقتها بتمسك أكبر بحجابي، بأنه نعمة وحصن متين يحيط بي يزيدني قوة وعزة أسير به مرتاحة فخورة مبتسمة له كأنه صديق حميم لن يفارقني ❤
ليس سهلا علينا يا حواء أن نخبئ جمالنا ونغطيه، ليس سهلا أن نقاوم رغبتنا الفطرية في إبراز جمالنا وتألقنا، وليس سهلا أن نتفادى مقارنة أنفسنا ونحن بالحجاب مع الفتيات اللواتي لا يرتدين الحجاب.. لكن هنالك جزئية قد لا ننتبه لها:
الجمال متعدد الأشكال لكل منها وقته ومكانه، ومن الخسارة أن لا نعيش غير شكل واحد منه، ان لا نتذوق جمال الحجاب، جمال التوازن، الجمال المكسو بالوقار والهيبة، الجمال الممتزج بالقوة والعزة ❤
ثم من الخسارة ان لا نعيش شعور القائد لنفسه، نختار كفة ما يرضي الله بدل كفة ما يرضي هوانا، أن نضع الخمار ونردد بداخلنا "لبيك ربي" كبلال الذي كان يردد رغم كل شيء "أحد أحد" ❤
ثم من الخسارة أن نضيع ذلك الأجر العظيم الذي يزداد كلما ازدادت صعوبة الخطوة وازداد معها الصبر والمجاهدة ♥
التقيت ذات يوم فتاة تريد أن تلتحق بالمدرسة القرآنية، جلسنا ودردشنا وفي سياق الحديث أخبرتني بأنها متحجبة حديثا وأن الأمر كان شاقا عليها خاصة وأنها تعودت على نمط لباس معين، حتى أنها عاشت ابتلاء الاختيار بين الوظيفة أو الحجاب.. وكم غبطتها على قوتها عندما أخبرتني بأنها اختارت التمسك بحجابها وتركت فرصة التوظيف رغم صعوبة الامر!
أيقنت مع الوقت أنه بإمكاننا أن نعيش جمالنا دون ان نعصي ربنا، بإمكاننا أن نستشعره مضاعفا لو عشناه وفق قاعدة "لكل مقام مقال" تلك التي تجعله غاليا مصانا، ولا بأس ببعض التضحيات الصغيرة مقابل مكاسب كبيرة فالذكي من يجيد الاختيار بالموازنة بين المكاسب والخسائر، ثم إننا في ساحة حياة واسعة بإمكاننا أن نجد فيها بدائل كثيرة تحقق لنا المكسبين فقط لو فكرنا بشكل جيد.. عندما نستوعب كل ذلك لن نرى في الحجاب عائقا، ستتبدد تلك الأفكار الوهمية وسنشعر بأنه فخر ونعمة عظيمة نتمنى لكل فتاة أن تعيشها ♥
______
* الحمد لله أنني ألِفته حتى صار بديهيا عندي، لا تكاد تهب نسمةُ تخيلِ أنني بدونه حتى تبددها نفسي التي يفترض أن تكون أول من يوسوس لي! صارت نفسي في هذا الجانب داعما لي بدل أن تكون جبهة مجاهدة ❤ اللهم ثباتا ❤
تعليقات
إرسال تعليق