القائمة الرئيسية

الصفحات

التعامل مع الالم النفسي 1 | لابد من تقبل حقيقة الألم أولا

التعامل مع الالم النفسي 1 | لابد من تقبل حقيقة الألم أولا

التعامل مع الالم النفسي 1 | لابد من تقبل حقيقة الألم أولا

        بدأت رحلتي في تعلم التعامل مع الصعاب في تلك السنة التي قررت فيها ذات عشية أن أغير نفسي، كانت رحلة تعمقي في داخلي قد بدأت، كنت أحاول تحليل كل ما يمر بداخلي من أفكار تزعجني أو تتسبب في شعوري بالاستياء لأفهم السبب فأعالجه فأصبح أفضل.. 


        لم أكن أستطيع الاعتراف بفكرة أن الحياة ساحة مخاض فيها من التعب الشيء الكثير، لم أكن أستطيع التخلي عن نظرتي الوردية الطفولية لها، كانت فكرة التعب والألم مرعبة أجدني أهرب منها دائما بإنكار الحقيقة.. لكن إغماض العينين عن رؤية الحقائق لن يخفي الحقائق!

كانت تجارب الحياة تضعني كل مرة في صعاب ومتاعب توقظني من أحلامي الوردية بشكل إجباري، كانت تضعني في مواجهة مباشرة مع الحقيقة.. عندها أدركت بأنه لا مفر، على ما يبدو لن تخلو حياتي من الألم كما لن تخلو حياة إنسان من الألم فذلك أحد القوانين التي بُنِيت عليها الحياة وعلينا تقبله وإلا فلن نجني من مناطحته سوى التشظي والتمزق..      

 

 أذكر بأنني كنت جالسة في مكتبة الجامعة مع حاسوبي وسماعاتي.. في الوقت الذي كان الجميع يدرس كنت أحدث نفسي كتابة على الحاسوب، أحاول إقناعها بأنها لا تخاف من التعب والألم بل تتقبل وجودهما في حياتها.. "حسنا ياسمين يبدو أن المشكلة في أنك تخافين من الألم وعلينا أن نقنع أنفسنا بأنك لا تخافين منه يجب أن تغيري قناعتك.. أنا لا أخاف من الألم، أنا لا أخاف من التعب والألم، أنا لا أخاف من الألم...... أنا لا أخاف من التعب والألم!"

 

كان نصا طويلا تحدثت فيه مع نفسي ربما كالمجانين، المثير في الأمر أنني بينما كنت أكتب جاءت زميلة لي تشتكي من حزنها على تلك الفئران المخبرية التي آلموها بتجربة حقنها بالإبر.. كانت متأثرة لدرجة البكاء، وجدت نفسي أقول لها بصدق دون تكلف "لا تخافي، مادام الله قد وضعها لنجرب عليها خدمة للعلم وصالح الانسانية فلابد أنها لا تحس بالألم هوني عليك"..

 

كنت مؤمنة فعلا بذلك، كان كل همي أن لا تشعر صديقتي وأن لا نشعر نحن عموما بالألم لأجل تلك الحيوانات لأن ذلك الشعور رهيب! كنت لا أستطيع أن أتقبل فكرة أن تلك الفئران المسكينة تشعر بالألم بسبب تجاربنا!! حسنا.. مع الوقت أدركت بأن ما فعلته كان على الأرجح محاولةً لتخدير الضمير أو لتخدير المشاعر، أو ربما لتخدير الشعور بالألم، لكن يبدو أن قناعتي تلك -وإن كانت نبيلة وإن كنت لا أنكرها حاليا بشكل كلي- خاطئة.. حياة؟ إذن ثمة ألم ما وتعب ما، يجب علينا أن نتقبل الأمر لنتمكن من التعامل معه بشكل صحيح ونستمر بنضج أكبر..

 

        في الواقع كان ذلك الحوار الكتابي مع نفسي بداية جيدة لكنه لم يمنحني الشعور بالتقبل، التقبل الحقيقي كان مع التجربة حين كنت أجدني في مواجهة حتمية مع أشياء مؤلمة لابد من تجاوزها بأي طريقة -علما بأن الهروب لم يكن حلا بتاتا-.. كان عقلي يجد نفسه مجبرا على إيجاد حل للتعامل مع الألم النفسي، أو لنقل "الابتلاء" ويبحث في ثناياه عن حكمة أو رسالة ما، لم أكن أكف عن التأمل في الحياة وتحليل أحداثها واستخراج قوانينها.. عندئذ بدأت أتعلم كيف أتعامل مع الألم، مع كل تفكير ومحاولة كنت أدرك سرا جديدا من أسرار فن التعامل مع الألم النفسي، تفاصيلها في مقالات منفصلة ♥

♥♥♥

عندما تستوعب هذه الحقيقة وتكون قادرا على أكل القاعدة الثانية للتخفيف من الألم النفسي أدخل إلى هنا

 ♥♥♥ 

 

 أتعلم؟ ثمة مقطع صغير لي على الساوند كلاود، أسميته "نعمة الألم"، أظن الاستماع إليه سيلهمك بشكل ما.. استمع إليه من هنا


خمسات
كيف؟ سجل في موقع خمسات، اطرح خدماتك، واجعل مواهبك مصدر دخل لك.. من هنا 

اطلب مقالا حصريا عن تطوير الذات

أعجبك المقال؟ بإمكانك طلب مقال إبداعي حصري عن تطوير الذات والتعامل مع التحديات من هنا

قم بالتسجيل في موقع خمسات واستفد من خدماته المميزة، ستجدني هناك لمساعدتك ^_^



تعليقات

تجول بسهولة.. فهرس المقال🌹