القائمة الرئيسية

الصفحات

 

كبسولات حكمة للسائرين..


كبسولات حكمة للسائرين..


أحاديث عميقة تدور هنالك في الداخل، بين الفتى السائر في طريقه الطويل الموحش، وبين حكيم يفهم الإنسان، يسرج له قناديل على الحافة ليبصر أمامه، يعطيه كل مرة كبسولة حكمة استخرجها من أعماق محيط التجربة حتى يثبت ويستمر.. لكن في معظم الأحيان كان الفتى والحكيم.. شخصا واحدا..



كبسولة 1: حتى تصبر..

يا بني،،
لن أخبرك بأن الصبر مر فقد عرفت مذاقه، وأعلم أنك لست بحاجة إلى من يقول لك "اصبر" ثم يصمت.. أنت بحاجة إلى من يعلمك كيف تصبر، بحاجة إلى من يحلل لك الصبر، يعلمك مصاحبته، فإذا الكلمة التي بينك وبين مرارتِها عداوةٌ كأنها وليّ حميم!
يا بني،،
كل آن سيصير بعد آن من الماضي.. ومع كل آن يمضي تتقلص مدة الصبر الباقية وتقترب لحظات الفرج.. قد تصادِفُ محطَّتَه في الدنيا وقد يؤجَّل لقاءُك به إلى محطة الآخرة.. لكنك في الحالتين تكسب لأن المسافة بينك وبينه تُطوى وتقصُر!
يا بُنَي،،
أتقن قياس المسافات تهن المرارة، ولا تركز على موعد الفرج بل ركز على حقيقة أنه قادم، ثم دع اختيار المحطة لمن يدبّر طرق الحياة بحكمة.. ❤



كبسولة 2: الحزن والفرح

يا بني،،
لا تأمن لحظات الفرح لأنها عرضة للانقلاب، لكن لا تأمن لحظات الحزن أيضا لأن ذات القانون يسري عليها..
حين تدرك تساوي تلك اللحظات المتناقضة في ميزان القدرة الإلهية على التغيير السريع، سيتضاءل وحش الحزن في نظرك ليأخذ حجمه الطبيعي، وتتسامى بتركيزك من لحظات الحزن والفرح إلى الفهم عن مالك الحزن والفرح..
يا بني،،
من بيده كل الحياة بتفاصيلها أحق بتوجيه البصر إليه.. انشغل به يكفيك ❤



كبسولة 3: ستصل؟ أم أنه وهم..؟

يا بُني،،
إنّه لا مفرّ من الغوص بداخلك، لا مفر من أن تبدأ العمل لتكون أنت، لتعيش أنت لا نُسخَة عن غيرك..
في الطريق ستواجه الكثير من العقبات، الكثير مما يؤلم، والكثير من التشكيك عند تأخرِ قطف ثمراتِ خروجك عن مألوفٍ ما وُجِدتَ لتعيش به!
لكن،،
مادُمت صادق القصد، صحيح التوجه، يُصدِّق فعلُك قولَك، ستستنشق نسائم المطر الذي يروي التربة يوما..
أتفهّم بأنك ستصنف هذا الكلام في خانة الأمل الطفولي الذي يخالفُه الواقع لأنني صنفته مثلك مرارا عند الخيبات.. لهذا أتيت لأكرره لك، لكن لا على سبيل رفع المعنويات، بل على سبيل الإخبار.. قد استنشقت أولى تلك النسائم أخيرا! ستستنشقها أيضا فاثبت ❤


تعليقات

تجول بسهولة.. فهرس المقال🌹