التعامل مع الالم النفسي 1 | لابد من تقبل حقيقة الألم أولا

الفيمينيزم | الفيمينيزم والفطرة.. أين الخلل؟

     

       أفكار الفيمينيزم من قبيل ال"سوبر سترونغ اندبندنت وومن" حكايتها باختصار أنها تنظر للفطرة على أنها pâte à modeler، تشكلها كيما تحب، ويخرجلها الشكل النهائي هايل و"واااو" و"هو ده"..

طيب، المشكلة وييين؟
المشكلة أن الفطرة مستحيل تكون pâte à modeler، ماهيش عجينة أصلا! بل هي شيء فيكس، خلاص.. لي خلقها قال سبحانو ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))*.. لم تُخلق قابلة للتعديل والتحسين وفق خيارات متعددة أو أنك تعاود تخدمها على مزاجك، وأي محاولة لفعل ذلك هي في حقيقتها محاولة كسر وتشويه وستكون مصحوبة بالكثير من الألم (مهما أخفى أصحابها ذلك وأظهروا عكسه).. الفطرة هي الأساس لي بُنِيت عليه الحياة الإنسانية بكل تفاصيلها وهي الأصلح لحياة أجمل وأطيب.. وإذا حاولت تغير الأساسات لي راهي فيكس في أي بناء عقلك مشكوك في أمره..!

وش معناها؟
معناها ال "واااو" وال "هو ده" الناتجة عن تلك الأفكار المسمومة مجرد قناع، مجرد صورة ظاهرة يُسوَّق لها لأهداف.. باطنها مغالطات وتخاريف وخليط من العذاب النفسي والشعور بالتشظي والضياع وغياب السلام الداخلي والشعور بالضعف خلاف ما يظهر من قوة!

وش معناها؟
معناها أفكار الفيمينيزم في حقيقة الأمر جايبة شوية بزاف غباء، مع شوية بزاف جرأة، مع شوية بزاف ضعف، ودارت بيهم كوكتال زادتلو ملون غذائي وردي وشوية بزاف من نكهة الفراولة، وزينت الكاس بشريحة ليمون باه تقنع البنات يشربوه، خاصة وأن معطيات بزاف تشجعهم على أنهم يشربوه.. ولي تشربو أعانها الله على التسمم لي رح تتعذب فيه..

       الجمال والسلام يا عزيزتي ويا عزيزي القارئ نشعر بهما أكثر كلما عرفنا حقيقة أنفسنا وتكويننا الصافي كما خلقه ربنا سبحانه، والقوة نشعر بها أكثر فأكثر كلما تصالحنا مع طبيعتنا، مع فطرتنا التي يُفترض أننا لسنا في خلاف معها أو رفض أصلا! لأنه لا يمكن أن نعرفها فلا نحبها! لكنها سيول التشويه الشيطانية قلبت الموازين وشوهت الذوق الإنساني..

لن يعرف القوة الحقيقية إلا من تعرف على معنى كونه إنسانا.. من تقبل نفسه وعاش على طبيعته واعترف باحتياجاته وتقبل وجود الضعف في حياته.. بذلك يكون متناغما مع كل مكوناته، وبذلك يكون كيانه متماسكا متينا كالبنيان المرصوص.. عصِيًّا على الاختراق والاعتداء.. هنا القوة الحقيقية..

       فش ندية بين الرجل والمرأة أصلا بل خُلِقا ليتكاملا! وفش إنسان سوبرمان ما يضعف ما يتعب سواء رجل أو مرة فكك من تلك التخاريف.. وفش مرأة لا تحتاج الرجل ولا رجل لا يحتاج المرأة.. وقوة المرأة المالية لا تملأ أو تعوض احتياجها للرجل لأن العلاقة بينهما أعظم من ذاك وإلا لم تزوجت خديجة رضي الله عنها من النبي عليه الصلاة والسلام واستمرا وكانا مثالا للزواج الناجح السعيد رغم أنها سيدة أعمال مكة؟! فكّك من مغالطة استقلالية المرأة! وفش إنسان يحب يعيش وحدو لأنه خُلِق محبا للأُنس وقيل عند السوريين "الجنة من غير ناس ما بتنداس"، والأبواق التي تدعي الدفاع عن حقوق المرأة من وراء البحار تعطي النساء أجورا أدنى من أجور الرجال رغم تساوي الأعمال! وتستخدم النساء سِلعا للتسويق وكسب المزيد من المال! كأنه سوق نخاسة عالمي مفتوح لكن بحلة مودرن! الأزمة راهي عندهم وتم تصديرها إلينا بعد إضافة المايك اب لغايات خبيثة!

       أما ما ينتشر عندنا هنا وهناك من معطيات فيها قهر أو ظلم أو تقليل منكِ لأنكِ أنثى جهلا أو تكبرا -وهو مستفز بطبيعة الحال لأن البشر السوي يستفزه الظلم أينما كان مع أي كان- فالواجب تجاهه تغييره دون السماح له بتشويهك، دون السماح لأفكار الفيمينيزم بأن تستغل ثغره لتتسلل فتُسَمِّم، لأنك لو فعلتِ ستزيدين الظلم ظلما.. ظلما لنفسك ولمجتمع ستنهار منه بقعة كلما انهارت أنثى! والخاسر الأول سيكون أنت حين تتدمرين داخليا لأنها فطرة ثابتة، ليست pâte à modeler تذكري!

فليستفِزك الظلم إن رأيته، لكن لتُغيِّريه هو لا لتُغيِّري فطرتك الجميلة ❤

___________
* كُتِبت كلمة "فطرة" في المصحف بتاء مفتوحة خلاف ما نعرفه في اللغة العربية لحكمة ربانية، لأن كتابة المصاحف توقيفية، أي أن الله تعالى هو من اختار كيف تُكتَب وليست اجتهادا (لكن في الأمر اختلاف بين العلماء).
بالمناسبة.. وردت الآية في سورة الروم، بعد الآيات التي تذكر قدرة الله تعالى وتصف تفاصيل إنسانية من أبرزها: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)).. فلنتفكر.. ❤