الخطأ | فلسفة التعامل مع الخطأ
تعادل فريقي بعد أن كان فائزا بسبب خطأ ارتكبته إذ قمت بتمريرة خاطئة لإحدى صديقاتي في الفريق الخصم.. كان شعورا بشعا جدا، شعرت بشيء مما يشعر به اللاعبون في المباريات الكبرى عندما تخسر فرقهم بسببهم، شيء يشبه نهاية ما أو سقوطا مدويا لشيء ما.. وجدتني أفكر وقتها: كيف يمكن تجاوز هذا الشعور تجاوزا صحيا؟ تجاوزَ تقبلٍّ واستثمارٍ للتطوير؟ كيف سأبتلع نظرات اللوم* من رفيقاتي؟ ثم هل يمكن تجاوزه أصلا وهو يشبه النهاية؟
شعرت وكأنني أمام مفترق طرق فيه احتمالان سأختار أحدهما:
أولهما أن أترك اللعب في فرص قادمة وأركن خجلا من الخطأ و"اقتناعا" بأنني لا أصلح للعب وأنني يستحيل أن أتطور وخلي برك والتبهدايل ونخاف تتعاودلي وإلخ إلخ..
وثانيهما أن "أواجه" وأشارك في اللعب بكل روح رياضية وأركز على معالجة سبب الخطأ وأطور أدائي واستثمر في اللعبة لتعزيز التركيز وتطوير مهارة اتخاذ القرارات الطارئة..
لو فكرنا قليلا سنجد بأن الخيار الأول يؤيد شعور النهاية، يجعله يبتعلني، يجعل الخطأ كالبعبع، يخمد الإيمان بالخيارات الأخرى شيئا فشيئا حتى يغلق البصيرة عن رؤيتها، حتى تألف الانسحاب.. أما الخيار الثاني فيؤيد شعور "بالإمكان أبدع مما كان"، يبقي على النفس منفتحة على الآفاق والخيارات، يعزز مواجهتها لأخطائها وتقبلها للفشل، لطبيعتها الإنسانية، لتكون أكثر سواءً نفسيًا، فتكون أقوى وأكثر مناعةً في المرات القادمة..
عادة ما يكون الخيار الأول أسهل لأنه يريحنا من مواجهة الخطأ وبذل الجهد لأجل التطوير، لكن عواقبه ليست بتلك الروعة لأننا سنخسر من أنفسنا أشياء بشكل ما.. سنصبح عبيدا لأشياء ما بداخلنا.. أما الثاني، فسيكشف لنا حقائق المشاعر، أن بعضها قد يكون أضخم من الواقع، أنها مخاوف من أوهام، أن الأمور ليست بذلك السوء وأنه هنالك دائما أمل متجدد.. سينقلنا إلى مستويات ربما ما كنا نؤمن بها أو نتخيل أنه بإمكاننا بلوغها!
في البداية فكرت في أن لا ألعب مجددا بعد ذلك "التبهدايل"، لكنني لا أستطيع ابتلاع أن أنسحب بوسام الفاشل الضعيف بل لابد أن أصنع صورة مختلفة، صورة أتخيلني عليها دائما وكم هو ممتع أن أبلغها 😍 ثم هي فرصتي لأحترف التعامل مع الخطأ والخسارة، لأتحرر من الخوف من هجوم الخصم، وأعزز قدراتي الذهنية كالتركيز وسرعة تحليل زاوية التسديد الأنسب والتدرب على التنسيق بين الحواس و..
حسنا، دعنا من كرة السلة وتعال نتساءل: ماذا لو أسقطنا هذا الكلام على جوانب حياتنا الأخرى؟ ماذا لو وضعتَ مكان كرة السلة أي فشل أو خسارة أو خطأ أو ذنب ارتكبتَه، ثم أعدتَ قراءة هذه الأسطر..؟
أحيانا بعض التفاصيل البسيطة التي لا نعيرها تركيزا قد تلهمنا بشكل كبير، قد نتعلم منها الكثير لنصبح أفضل في مجالات عدة..
ثم.. رفقا بمن يخطئ في اللعب ويتسبب في الخسارة، مشاعر تلك ال"نشعة" الرهيبة التي لا توصف تكفي ههههههه الله يكون في عون الرياضيين هههههه
اطلب مقالا حصريا عن تطوير الذات
أعجبك المقال؟ بإمكانك طلب مقال إبداعي حصري عن تطوير الذات والتعامل مع التحديات من هنا.
قم بالتسجيل في موقع خمسات واستفد من خدماته المميزة، ستجدني هناك لمساعدتك ^_^
تعليقات
إرسال تعليق