السعادة مع الله | السعادة العظيمة قد تأتي في لطائف صغيرة
تأتي عليّ فترات أحب أن أستحضر أحداثي الجميلة أستأنس بها وأُسعد بها
نفسي.. ذلك الحدث بالذات لا أمل من استحضاره، حدث كلما تذكرته استشعرت كم أن
الله جميل وكم أن أحداثنا التي نراها عظيمة تصغر عنده ولا تعدو كونها
أقدارا خاضعة لسلطانه وتدبيره ❤ عندها يزول عني ما أصابني من الحزن وأسترسل
في الدردشة معه كمن عاد إلى ملجئه ❤
كنت يوما قد قرأت حديثا مفاده أن
الله تعالى يضحك لعباده عندما يقنطون وييأسون في حين أن فرجه قريب ❤
انتابني الفضول فتمنيت لو أن الله تعالى يضحك لي لأكتشف وأجرب المشاعر التي
تحدث.. "تخيلي أن يضحك الله لك ياسمين! إنه الله!! الأمر رائع ومثير!"..
ثم مر وقت طويل ونسيت تلك الأمنية..
جاء رمضان وواظبت على أداء صلاة
التراويح في المسجد، لكنني منذ دخول الشهر الفضيل وأنا أحاول الخشوع
واستشعار جمال التراويح والتفاعل مع التلاوة دون جدوى.. كنت أدعو وألح في
سجودها أن يذيقني ربي حلاوتها تلك التي تشبه أيام الماضي إذ كنت أترافق
وصديقاتي ونقضي أوقاتا من الجنة في تلك الليالي.. دعوت ودعوت ولم أستشعر
حلاوتها واقترب الشهر الفضيل على الانقضاء وأنا على حالي فازداد شعوري
بالحزن وراودني اليأس.. سجدنا فحدثته عن شعوري بالحزن بنبرة يائسة، وبينما
أنا كذلك تذكرت فجأة تلك الأمنية الغابرة! أن يضحك لي! تذكرت أنه يضحك
للعبد إذا يئس من تغير حاله بينما حاله يوشك أن يتغير فعلا بإذن ربه! غمرني
شعور بالروعة والفرحة في تلك السجدة، أمنية نسيتها لكنه لم ينسها! ذكرني
بها بشكل مفاجئ جعلني أشعر بأنه لم ينسني! بأنه يهتم بي! "تخيلي يا ياسمين
إنه يضحك لك الآن ها نحن نختبر ذلك الشعور!" ياااه كم كانت سجدة بألف سجدة!
شعرت بالرغبة في الضحك على نفسي المشاغبة ورحت أحدثه عن ذلك في السجدات
التالية وأنا لا أتمالك ابتسامتي.. مهلا! إنني أستشعر حلاوة التراويح
أخيرا!! استجاب لي أخيرا بعد أن راودني اليأس!! لقد أخر إجابة دعوتي ليحقق
لي أمنيتين بدل واحدة! جبر بخاطري بشكل بديع جعل كياني كله يبتسم ويضحك!
كم شعرت بالروعة وقتها، كم شعرت بقربه منا، بأننا -وإن نسينا- لا ينسى!
بأنه يحتفظ بأمنياتنا -حتى العابرة منها- ليحققها لكن بطريقته الرائعة التي
لا تخطر على تدبيرنا وعجلتنا! يهتم بتفاصيلنا الدقيقة ويتفاعل معنا كم هو
حبيب!
لا أدري كيف يمكن لنا أن نطيق الحياة دونه، ولا أستوعب غباءنا
الذي يدفعنا إلى الابتعاد عنه أحيانا بإرادتنا وهو الجميل كل هذا الجمال،
الغني عنا نحنُ المحتاجِينَ إليه!
أتعلم؟ أحيانا أحب أن أحدثه عن غبائنا ذاك، أستمتع وأنا أحدثه عنه، أضحك وأنا أدردش معه عنه ❤ كم نحن مشاغبون وكم يحتوينا ❤❤
إن للإنسان مع ربه قصصا وتفاعلات جميلة، إن الحياة دون الحديث مع الله موحشة كبيت خرب مهجور ❤
يا أخي سبحان الله ما أعظمه! ❤❤
تعليقات
إرسال تعليق